Why We Didn't Eat Mansaf?
لماذا لم ناكل
المنسف؟
يكتسب الفلسطينيون خاصة اهل الريف تراثهم
الغذائي كاستنشاقهم الهواء. يتعرفون مثلا على الخبيزة، الحرفيش، رجل الحمامة، المرار،اللسينة،
والزعمتوت اثناء الركض واللعب في الجبال. ياكل الاطفال فاكهة الموسم من الشجر
مباشرة. ولا تستوقفهم اي من الاكلات الدسمة التي ياكلونها اوحتى العُشبية البسيطة
بفوائدها الغنية ولا يفكرون كثيرا بانحياز التراث الغذائي لدورة الطبيعة ومواسم
الارض ظنا منهم ان هذا الاكتساب الطبيعي ولايمكن تهديده. قد يبدو الامر طبيعي لكنه
لم يكن كذلك بالنسبة لي ولذا فاني انظر لهذه المكتسبات التراثية بعين الحسد كطفلة
فقدت كنزا دون ان تدري.
في احد المجلات المحلية التي تصدر باللغة الانجليزية "فلسطين هذاالاسبوع"
![]() |
خبيزة |
تصف الكاتبة الفلسطيبية الدكتورة ريام ابو لبن الغذاء "بالعلاقة المباشرة بين الارض والتجربة الانسانية والمائدة" وتعتبر الطعام تعبيرا عن الثقة الكبيرة التي توفرها الارض لنا كأن الارض تخاطبنا كل عام و تقول لنا "ثقوا بي ساوفر لكم طعامكم" تماما كما تفعل الام
عندما كبرت انا واخوتي وتزوجنا وعايشنا
اسرة ثانية اصبحت اسمع احاديث عن مأكولات شهية واعشاب وحلويات فتساءلت عن عدم سماعي بكل هذه الاسماء. كانت
لدينا في العائلة عادات اكل واصناف طعام مختلفة بسبب كون جدتي من جنسية مختلفة.
جاءت جدتي من جزيرة كاريبية تبعد آلاف الاميال عن فلسطين و احضرت معها تراثا
غذائيا مختلفا لا علاقة له بالارض الفلسطينية.
تعلمت جدتي طبخ مجموعة من الاكلات التراثية
مثل المقلوبة -طبعا- والكوسى المحشي واكملت امي مسيرة التعلم الصعبة والبطيئة بعد
زواجها فاضافت بضع اكلات محلية على لائحة طعامها من حماتها لكن ما فقد كان قد فقد.
وجاء دورنا انا واخوتي. يسالون أحدا منا " هل تحب التمرية؟" فكنا نجيب
" لا شكرا لا نحب التمر!" معتقدين ان التمرية تصنع من التمر. لم نسمع
مثلا بورق اللسان ولا بالعكوب ولا
بالحماصيص. اما المنسف فكان غائبا عن مائدتنا وكذلك الارض شوكي والكرشات ولا حتى
المحشي الجزر او اللفت. ولم نغل الجبن الابيض اونخزنه كما يفعل الجميع كل ربيع.
اما انا –ورغم اني امثل الجيل الثالث- فما زلت احاول جاهدة ان اكمل مسيرة التعلم
لعلي اضيف لابنائي شيئا من ثقافة الارض.
![]() |
حويرنة |
ومما يثر اعجابي ايضا هو عدم فقدان هذا
التراث الغذائي الغني رغم التاريخ الفلسطيني المليء بالنكبات والماسي. فالعائلات
الفلسطينية لديها احيانا اكثر من قصة لجوء واحدة ورغم ذلك صمد التراث الغذائي
العميق. فها هي شعوب مثل انجلترا مازالت
تبحث عن تراثها الغذائي الذي فقدته تنيجة عقود من الفقر المدقع والتحولات
الاجتماعية الساحقة التي شهدتها عقب الثورة الصناعية. وهناك قبائل و شعوبا اصلية
في امريكا اللاتينية والشمالية فقدت كنوزها التراثية الشعبية بسبب سياسات
استعمارية بشعة.
لا يدرك المرء نعمة الا عندما يفقدها
والتراث الغذائي للشعوب ليس بعيدا عن هذه الحقيقة. التراث الغذائي هوتراث لايمكن
تعلمة اونقله بسهولة مثل بقية العادات في حال حدوث قطيعة ما. و تراث شعبنا الغذائي
يواجه تحديا اساسيا هو فقدان الارض. خلف الجدار اومن خلال مصادرة المزيد من
الدونمات
وبينما يعي الفلسطينيون خطر الاحتلال على
تراثهم بشكل عام لايولون اهمية كبيرة لخطر التمدن الذي يجلب معه تراثا غذائيا عالميا
زائفا غير مرتبط باي ارض.
Comments
Post a Comment